الهندباء

دواء لأكثر من داء ظلت الهندباء منذ أيام الفراعنة وحتى القرن السابع عشر دواء ممتازا معترفا به وخاصة للمصابين بأكبادهم ومن سوء حظ الهندباء أن الأميرة الانكليزية هنريت توفيت عام1670 أثر تناول كأس من مغلي الهندباء ومع انه لم يكن هناك ادنى علاقة بين وفاة الأميرة ومغلي الهندباء فقد حامت الشبهات في تلك الايام حول هذا النبات النافع فهبطت اسمه أيما هبوط واعرض اطباء وصيادلة ذلك الزمن عن اعتماده كدواء برغم المزايا الرائعة التي يتحلى بها الا أن تتقدم العلم واتساع دائرة الكيمياء لم يلبثا ان اعادا الى الهندباء واعتبارها ومكانتها غذاء ودواء لأكثر من داء فالواقع ان الهندباء غنية بالحديد والكلس والصوديوم والبوتاس ولها خاصية منشطة للهضم وذات اثر بارز في التشنجات الكبدية كما ان مغليها ملين معروف وموصوف واذا ما سلقت كان ماء السلق منقيا للدم وكان الاسقف (كنيب)الطبيب الشهير يصف مغلي الهندباء كطارد للفائض من الصفراء وتنظيف الطحال والمرارة والكليتين وقد أكتشف الطب الحديث فعلا ان فوائد الهندباء لاتقتصر على ماذكر بل تمتد الى الجسم عامة فتقويه بسبب وجود الحديد فيها أما جذورها فأنها منشطة للأمعاء والكبد وفي الصيدليات دواء مستحضر من الهندباء يوصف للأطفال كما ان استعمال اوراق الهندباء المقلية الحارة يفيد في حالة الالتهابات المؤلمة ةالتشنجات المعدية ويمكن تحميص الجذور وسحقها واضافتها الى القهوة كدواء وقد برهنت التجارب الطبية على ما صدق ما ذهب اليه القدماء من قدرة الهندباء على تنشيط ادرار البول وفتح الشهية للطعام والثابت ان الهندباء علاج ممتاز لاولئك الذين لا يتبولون الا قليلا وفي صعوبة نظرا لقصور الكبد عندهم فضلا عن ان تاثير هذا النبات النافع يفتح شهيتهم فيجدون انفسهم وقد اقبلوا على الطعام كما لم يكونوا يفعلون من قبل الأمر الذي يعتبر دليلا لا يخطى على تحسن الصحة تحسنا عاما أما العصارة الكبدية (الصفراء)فتعود الى سالف عهدها وتتدفق بحرية وتبدو أشد صفاء وأفضل تركيبا واخيرا فأن الأمساك يختفي بفضل هذه الوسيلة البسيطة جدا البخسة الثمن.

احسنتي