علاء العراقي الجريح
المـديـر العـــام
 جنسيتي : 
 عملي : 
 هوايتي : 
 مزاجي : 
 
 برج العضو : 
 عدد المساهمات : 1366
 عدد النقاط : 2589
 عدد النجوم : 239
 العمر : 48
 | | موضوع: رؤية الهلال استقر عليها العرب قبل الإسلام لتحديد الأشهر الحرم الجمعة 11 ديسمبر - 15:30 | |
| رغم الاختلاف بين الدول الإسلامية على بدايات ونهايات الأشهر العربية، فإن هذا الاختلاف يكون أكثر وضوحاً في بداية ونهاية شهر رمضان، فقد تسبق السعودية وبعض دول الخليج مصر وليبيا في الصيام وعيد الفطر أو العكس، وكل مسلم يصوم ويفطر، حسب دولته التي يعيش فيها، لكن التساؤل.. متى يتفق المسلمون على بداية واحدة ونهاية واحدة لشهر رمضان وغيره من الأشهر العربية؟!.
د. عبدالغفار هلال، العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، يؤكد أن الفيصل في بداية أي شهر عربي هو رؤية الهلال لقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته» باعتبار أن رؤية الهلال أمر استقر عليه العرب قبل الإسلام واعتنوا به من أجل تحديد الأشهر الحرم في أوقات الحرب والنزاع، وكذلك لمعرفة مواسم الحج.. موضحاً أن هذه الوسيلة، كانت معروفة لدى القبائل العربية، ولم تكن توجد وسيلة أخرى غيرها؛ ولذلك كان من المنطقي أن يتبع المسلمون فيما مضى هذه الوسيلة لمعرفة بدايات الشهور العربية بعد الإسلام. يضيف هلال: لم يكن من المعقول آنذاك أن تقرر الشريعة وسيلة أخرى غير رؤية الهلال لمعرفة بدايات الشهور العربية؛ لأن أي وسيلة أخرى من الوسائل الحديثة والعصرية لم تكن بحسبانهم أو في مقدورهم في ذلك الوقت، وهذا بالطبع لا يعني رفض أي وسيلة أخرى حديثة قد تساعد المسلمين في هذا الأمر.
إن اختلاف رؤية الهلال من دولة لأخرى في الوقت الراهن، يترتب عليه، كما يقول هلال، اختلاف بدايات الشهور العربية وتحديداً شهر رمضان، حيث أصبح هناك اختلاف في صوم وفطر المسلمين من دولة لأخرى، الأمر الذي يسبب اضطراباً وبلبلة لدى البعض، الذين أبدوا اعتراضهم على اختلاف بداية ونهاية صومهم.
لكن هلال يؤكد أن الإمام الشافعي قد حسم هذا الأمر، حيث يرى أن لكل بلد مطلعة، وما دام المسلم يصوم 29 يوماً على الأقل ويبدأ الصوم حسب رؤية الهلال وطبقاً للاجتهاد في ذلك فلا شيء في هذا، وهذا يعني أن من رأى الهلال في نهاية شهر شعبان فليصم في اليوم التالي، ومن لم يره يتم الشهر، وهكذا الأمر في شهر رمضان بمعنى أن من رأى الهلال في آخره يفطر، ومن لم يره يتم صيام اليوم الثلاثين.
وفي رأي المفكر الإسلامي د.عبدالفتاح عساكر فإن المفتي في كل دولة هو المسؤول الأول عن تحديد بداية شهر رمضان، وإن المسلمين في كل دولة يجب أن يتبعوه لأنه المسؤول أمام الله عن هذا الأمر.
ويزيد عساكر بأن الرؤية هي الأصل في تحديد بداية ونهاية شهر رمضان، أما الحسابات الفلكية وغيرها فهي مكملة ومساندة، وإن كان لها وزنها في ضبط الأمور والمواقيت، وبالتالي يجب على الفلكيين المسلمين المساهمة من أجل تقديم العون للمسلمين من خلال حساباتهم الفلكية التي قد تساعد كثيراً في هذا المجال؛ لتضييق رقعة الخلاف إن وجدت.
عساكر يطالب في هذا الصدد بالإسراع في تنفيذ مشروع إطلاق القمر الاصطناعي الإسلامي الذي طرحت فكرته في أحد المؤتمرات التي عقدت بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية منذ عدة أعوام، وتمت الموافقة عليه بعد إعداد الدراسات الشرعية حول المشروع الذي وجد فيه العلماء نفعاً كبيراً لأمة الإسلام، خاصة أنه سيقضي على البلبلة التي تحدث في تحديد غرة شهر هجري.
د. محمد زناتي، عميد كلية الدراسات الإسلامية، يرى أن قاعدة الرؤية الشرعية هي وحدها التي تقطع الشك باليقين في تحديد بداية ونهاية شهر رمضان وليس الحسابات الفلكية وذلك لجميع سكان المعمورة وجميع المناطق الجغرافية دون استثناء وفي كل السنوات، بينما الحسابات الفلكية، وإن كانت تفيد في بعض المناطق الجغرافية، فإنها قد لا تفيد في مناطق أخرى، فضلاً عما فيها من صعوبات ومشقة من الناحية التطبيقية والعملية مما لا طاقة للناس بها في كل منطقة.
يوضح زناتي أن الشرع عندما ألزم بضرورة الرؤية لتحديد بداية ونهاية شهر الصيام استلزم تحقيق شرطين معاً، الأول هو حصول ابتداء الشهر فلكياً أي خروج القمر من المحاق، والثاني أن يكون القمر قد أصبح قابلاً للرؤية بعد غروب الشمس وليس فقط تحقق الشرط الأول..
وهذه نقطة مهمة ربما خفيت على الكثير من الفقهاء المعاصرين، حيث نادي بعضهم باعتماد الحساب الفلكي وحده في تحديد بداية ونهاية شهر الصوم الذي يختلف عن الشهر القمري.. فالأول يبدأ برؤية هلال رمضان، وينتهي برؤية هلال شوال ويساوي عدداً صحيحاً من الأيام إما 29 أو 30 يوماً، أما الثاني فيبدأ من ميلاد القمر في نهاية شهر شعبان إلى ميلاد القمر في بداية شوال ويساوي وسطياً حوالي 29 يوماً ونصف اليوم أي يساوي عدداً غير صحيح من الأيام.
ورغم مناداته بضرورة اعتماد الرؤية في تحديد بداية ونهاية شهر رمضان، فإنه يؤكد في الوقت نفسه ضرورة الاستفادة من الحسابات الفلكية، ويمكن ذلك من خلال تحديد موقع القمر في السماء بالنسبة للشمس وقت غروبها؛ مما يسهل رؤيته.
وفي رأي د. مسلم شلتوت، أستاذ الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن لدراسة حركة القمر أهمية كبيرة في تحديد ميلاد الأهلة، التي تساعد كثيراً في بدايات الأشهر القمرية، باعتبار أن القمر تابع للأرض وجسم مظلم لا يضيء بذاته بل يعكس ما يسقط عليه من ضوء الشمس إلى الأرض؛ فيصبح مرئياً بالنسبة لسكان الأرض..
موضحاً أن هذه الإضاءة واتساع مساحتها تختلف باختلاف زاوية موقع القمر اليومي من الأرض والشمس؛ مما تنشأ عنها ظاهرة أوجه القمر المعروفة التي استخدمها المسلمون أساساً للتقويم الهجري المعمول به تطبيقاً لقوله تعالى (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج).
ووفقاً لهذا النظام ـ كما يضيف شلتوت ـ يتم تثبيت يوم بدء الشهر القمري برؤية الهلال بعد غروب الشمس في يوم 29 من الشهري القمري السابق، وإذا تعذرت رؤية الهلال يتوجب إكمال عدة الشهر القمري السابق 30 يوماً، وليبدأ بعد ذلك الشهر القمري الجديد.
ويوضح الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية أن هناك عوامل عديدة يجب أخذها في الاعتبار عند إجراء الحسابات الفلكية، خاصة تلك التي تؤثر في حركة ومدار وموقع القمر خلال دورانه حول الأرض لأن هذه العوامل تؤثر بشكل أو بآخر في زمن دورة القمر وموقع القمر في السماء وبعده وقربه من الأرض، فضلاً عن تأثير الكواكب السيارة القريبة من الأرض في حركة ومدار القمر.
د.محمد سليمان، أستاذ الفيزياء الشمسية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، يقول: نظراً لاعتماد المسلمين الأوائل على رؤية الهلال في تحديد بدايات ونهايات الشهور العربية فقد برز الفلكيون المسلمون في استخدام الحساب الفلكي لتحديد بدايات هذه الشهور مثل «البناني» و«البيروني» و«نصير الدين الطوسي».
ويضيف أن هناك عوامل كثيرة تؤثر في عملية رؤية هلال الشهر الجديد أهمها عمر الهلال، وبعده الزاوي عن قرص الشمس، وارتفاع الهلال عن مستوى الأفق وقت الغروب، إضافة إلى بعد القمر عن الأرض، وطبيعة الظروف الجوية وشفافية الهواء، مشيراً إلى أن حساب حركة القمر في الوقت الحاضر أصبح ممكناً وبدقة عالية.
| |
|
رؤية الهلال استقر عليها العرب قبل الإسلام لتحديد الأشهر الحرم
أمس في 20:45
